الشخصية المؤثرة

يحلم أغلب الناس خاصة في عصرنا الحاضر بأن يكونوا أصحاب شخصيات قوية مؤثّرة ويمتلكون الصفات الاجتماعية والفكرية والعقلية والنفسية التي تميزهم عن الآخرين, وذلك لأن ذوي الشخصيات القوية والمؤثرة لديهم عزيمة وقوّة، وباستطاعتهم تحقيق ما هم مقتنعون به يجسدون أفكارهم ويصلون إلى مرادهم وبالتالي التأثير في الناس من حولهم..

الشخصية القوية والمؤثرة بها مجموعة من الصفات الاجتماعية والنفسية والعقلية التي تميزها عن غيرها من الشخصيات، بالإضافة لمجموعة السلوكيات التي تعد أساس القوّة والتميّز لصاحبها كالقدرة على خوض التجارب دون خوف، واتخاذ القرارات دون تردد، فضلاً عن الفخر بإنجازاتها وفق المعقول، مع العمل على دفع ذاتها دائما نحو النجاح بتناسق وتوازن يدفعان الكثيرين إلى التأثر بهذه الشخصية..

من أهم الصفات بالشخصية المؤثرة الإيمان بالذات وبأفكارها وخططتها إيمانا تاما.. دون الوقوع في فخ الغرور والمكابرة.

 ينجذب الناس عادة للأشخاص الذين يتحلون بالاحترام والأخلاق الحسنة ويقدرون غيرهم، وذلك لأن الاحترام ممارسة متبادلة، وهذا ما يخلق في دواخلهم الثقة بالشخص والأمان في التعامل مع الشخصية المؤثرة.

تعتبر المبادرة صفة إيجابية في الشخص المؤثر، فهذه الصفة تجعله قادراً على شق طريقه بنفسه دون انتظار الفرص القادمة اليه، وهي صفة قابلة للتطور حتى بلوغ أعلى درجاتها في شتى المجالات.

 تعتبر مواكبة الأشياء والأحداث الجديدة من أهم صفات الشخصية المؤثرة، وذلك لأنها تكون دائما على دراية تامة بالأحداث من حولها، مما يجعلها ذات رأي صلب، فالمؤثر لا يتلافى أبدا ما يهم الناس من حوله.

الشخص المؤثر لا يطلب من الناس شيئا مقابل ما يقدمه لهم، فهو يشارك المعرفة معهم ويمدهم بالنصائح التي يحتاجونها في المجال الذي يمكنه المساعدة فيه، مما يجعله محببا جدا ونبيلا في نظرهم، بمعنى اكتساب ودهم واحترامهم وبالتالي التأثير فيهم.

حتى تكون ذا شخصية قوية ومؤثرة عليك الإيمان والثقة بقدراتك الخاصة التي تميزك عن غيرك من الناس, فكل منا يكمن بداخله سر دفين يميزه عن غيره عليك فقط محاولة الغوص في عمق نفسك أكثر واكتشاف كنوزها وذخائرها.. ذلك أن الشخص الذي تنعدم ثقته بنفسه لا يجذب انتباه الآخرين أو اهتمامهم ولا يتأثر به أحد، أيضا عليك تحمل المسؤولية والتحلي بالصفات الإيجابية من خلال الابتعاد عن الصفات والسلوكيات السيئة، فهذا يدعم ثقتك بنفسك, أيضا يجب عليك وضع مبادئ وأفكار جديدة، تسير عليها كل يوم.

إضافة لذلك عليك أن تمتلك هدفا خاصا بك في الحياة تسعى لتحقيقه، وتحاول دائما توسيع دائرة معرفتك ومعلوماتك، حتى تكون مؤثرا متميزا ومثقفا,  أيضا يجب أن يكون لديك رأي واضح، وأن تكون قادرا على التعبير عنه أمام الآخرين، وكذلك يجب عليك أن تحافظ مهما بدى لك من صعوبات على عزيمتك القوية وإصرارك الشديد ونيتك الصادقة في تحقيق هدفك.

عليك تقبل النصيحة ممن لديهم خبرة أكثر ويجب ألا تكون عنيدا، متشبثا برأيك، تقبل انتقادات الآخرين بصدر رحب وكن مستمعا جيد عند تحدثك مع أي شخص، بالنظر في عيني محدثك والاهتمام بكلامه، وعدم مقاطعته كما عليك التفكير جيدا قبل التفوه بأية فكرة أو معلومة أو رأي حتى، يجب عليك التفاؤل، والتطلع للمستقبل بنظرة مشرقة مهتما بمظهرك وأناقتك.. احتفظ بآلامك لنفسك وتجنب بوحها للناس، فالآلام والأوجاع تنفر المحيطين بك منك، بل عليك التبسم في وجه من تتعامل معهم، وأن تكون صريحا مع نفسك قبل الآخرين..

 لا يمكن للشخص المباشرة في صنع التأثير وجذب الناس دون أن يمتلك رؤية معينة، وعادة ما تكون هذه الرؤية مميزة عن غيرها، وهذا ما يجعلها محط اهتمام الآخرين، فالأشخاص المؤثرين يملكون تصورات عما يجب أن يكون عليه العمل وما يجب أن تكون عليه الحياة، وهم دائما ما يسعون نحو تحقيق رؤاهم عن طريق التغيير.

 لا يغامر الأشخاص المؤثرون بفقدان أعصابهم أمام الناس، وذلك لأن هذا الأمر قد يجعل صورتهم الحسنة تهتز وهو ما يتنافى مع أهدافهم، وهم يعرفون أن الاحتفاظ بالهدوء واللباقة على الدوام مع الآخرين سوف يجعل تأثيرهم أكبر ويجعلهم يبدون أقوياء أكثر، وهو ما يعود بالإيجاب على الآخرين الذين سوف يقتنعون أكثر بالاستماع إليهم والاقتداء بهم.. كما عليهم التحلي بالصبر وقدرة تحمل عالية، فلو كانوا سريعي الغضب فسينفر الناس منهم ويعتبرونهم ضعيفي الشخصية.. عن الإمام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ” لاتكن لينا فتعصر ولا تكن صلبا فتكسر”.

يعرف الأشخاص المؤثرون أن عليهم أن يكونوا قادرين على التواصل مع الآخرين بسلاسة وسهولة، فهم يفعلون هذا لكي يشعروا الآخرين بالدعم الذي يلزمهم لإتمام مهامهم، وهذا ما يؤهل المؤثرين ليكونوا قادة.

توجد أخطاء في الشخصيات المؤثرة عليك التغلب عليها منها التالي:

• تقديم النصيحة قبل الفهم، وهذا يعد من الأخطاء الشائعة في محاولات التأثير على الآخرين، فلا بد أن يفهم الشخص الآخرين قبل محاولة التأثير عليهم وإقناعهم بما يريد.
• إصلاح العلاقة دون إصلاح الموقف أو السلوك.
• أن يحاول أن يكون قدوة ليخدم مصلحة شخصية أو لنية غير طيبة ولا تفيد الجميع.
• أن يكون متعصبا لرأيه وغير قابل للنقاش أو تقبل النقد فيفر الناس من حوله.

وهنا نكون قد ذكرنا في هذه المقالة مجموعة من الصفات التي تتحلى بها الشخصيات المؤثرة بالإضافة إلى مجموعة من الأساليب التي عليك العمل عليها إن أردت أن تكون من الشخصيات المؤثرة في يوم من الأيام.. ولا ننسى الأخطاء التي عليك تجاوزها والابتعاد عنها لتكون شخصية مؤثرة سليمة الأهداف والنوايا..